الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لمجموعة المخطوطات الإسلامية رابط متجدد

الأعداد الكاملة للنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) [رابط متجدد]

الأعداد الكاملة لـلنشرة الشهرية لـ (مجموعة المخطوطات الإسلامية) @almaktutat رابط متجدد https://mega.nz/#F!JugA2KDT!4nTvCdymnFy...

الأحد، 10 ديسمبر 2023

طرق البحث عن المخطوطات الإسلامية

 طرق البحث عن المخطوطات الإسلامية

ضياء الدين جعرير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن تبعهم، أما بعد:

يكثر ويتكرر السؤال من باحثين وطلاب علم وبعض الدكاترة عن طرق البحث عن المخطوطات وتحصيلها، لذا أحاول في هذه العجالة الإرشاد إلى بعض المواقع وبعض السبل المعينة على الوصول إلى المخطوطات المراد تحصيلها.

وقبل الشروع في المقصود يحسن التنبيه على أمر مهم وهو اختيار المخطوط المراد البحث عن نسخه، وهي المرحلة الأولى في التحقيق قبل جمع النسخ واختيار المعتمد منها، وذلك أن كثيرا من الباحثين يعمد إلى السؤال المتكرر الشائع:

"هل عندك مخطوط في الحديث، هل عندك مخطوط في الفقه، هل عندك مخطوط في العقيدة" ويترك للمسؤول مهمة اختيار عنوان من بين آلاف العناوين، فعليه لا بد من اختيار العنوان المراد البحث عنه، لاختصار الطريق على المسؤول، ولجمع نية الباحث وتوحيد مقصده أثناء البحث فلا تتشتت الأفكار أثناء البحث من خلال ما يجده الباحث من نتائج أخرى.

وبالنسبة لطرق البحث عن المخطوطات فإنها كثيرة ويمكن التنبيه إلى أهمها فيما يلي:

- استخدام قواعد البيانات الموسوعية والبحث فيها عن العنوان المراد مثل: خزانة التراث التابعة لمركز الملك فيصل وهي متاحة في الشاملة، قاعدة بيانات موقع جمعة الماجد، برنامج جامع المخطوطات الإسلامية (الباحث العلمي)، قاعدة بيانات موقع الرق المنشور (وهي مدفوعة إما باشتراك يومي أو شهري)، قاعدة بيانات مركز أمجاد للأستاذ محمود جبر، قاعدة بيانات مؤسسة علم للأستاذ عبد العاطي الشرقاوي وغير ذلك من قواعد البيانات المتوفرة وبعضها لم يتح بصفة كاملة بعد.

- استخدام المنصات الإلكترونية التابعة للمكتبات العالمية عربية وغربية، كموقع مخطوطات جامعة الملك سعود بالرياض، وموقع قاليكا الفرنسي، وموقع قلموس الألماني، وبرنستون الأمريكية، ويمكن الاستفادة من موقع الكتابدار للاطلاع على المنصات الرقمية المتاحة.

- مراجعة فهارس المخطوطات العامة والخاصة، فالعامة كفهارس مؤسسة آل البيت الأردنية (وخاصة علوم القرآن والتفسير والحديث)، وتاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين، ومعجم تاريخ التراث العربي في مكتبات العالم للإخوة بلوط، وكلها متاحة على الشبكة بصيغة pdf وبعضها متاح بصيغة الشاملة، ويمكن الاستفادة من أعمال بعض المستشرقين المترجمة كتاريخ (الأدب)! العربي لكارل بروكلمان، ومثله لقوستاف فلوجل وغيرهما، هذا ما يتعلق بالفهارس العامة التي تذكر لك عنوان المخطوط وأماكن وجوده، وبالنسبة للفهارس الخاصة هي فهارس المخطوطات الخاصة بمكتبة معينة، كدفاتر كتبخانات المكتبات التركية وهي تربو عن المئة دفتر طبعت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله وهي متوفرة بصيغة pdf وهي عبارة عن قوائم بعناوين المخطوطات ورقمها ولغتها وعدد أوراقها ومجلداتها وتاريخ النسخ إن توفر ولكن لا يعدم الباحث منها فائدة تقرب له المعلومة وتغنيه عن جرد المكتبة كلها.

- بعد بذل الوسع في البحث قد لا يتيسر للباحث  العثور على مراده، وحينها لا بأس بالاستفادة مما تقدمه بعض المجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي من خدمات علمية مجانية ومساعدة للباحثين، كمجموعة المخطوطات الإسلامية، وغيرها من المجموعات، وكذلك مراسلة الأساتذة المعروفين بخدمة الباحثين كالأستاذ عادل العوضي، والأستاذ رعد الحريري، والأستاذ أبي يوسف القبلي، وغيرهم من الباذلين وهم كثر.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتب المذاهب الفقهية بين المطبوع والمخطوط

 كتب المذاهب الفقهية بين المطبوع والمخطوط

للأستاذ: أبي شذا محمود بن عبد الفتاح النّحال -حفظه الله-

الحمد لله وحده وبعد:

فثم عشرات الكتب الفقهية المخطوطة التي لم تحقق وسائرها متقدمة وتشمل علوم مذاهب الأئمة الأربعة التي تدور عليهم الفتوى في شرائع الإسلام..

والعلة في ذلك أن مذاهب الأئمة المتبوعين قد مرت بمراحل تطوير وتحرير كما لا يخفى 

وأغلب المراحل المتقدمة والمتعلقة بتأسيس كل مذهب تم تجميدها وانصرفت الجهود لإخراج المعتمد من كل مذهب لا سيما الكتب التي عليها مدار الفتوى والقضاء والتدريس .

فترى الحنابلة لا يعولون إلا على كتب العلاء المرداوي والحجاوي وابن النجار، وبعضم يتخذ كتب شارح المذهب البُهُوتي عكازة لا سيما شرح الزاد وشرح المنتهى وكشاف القناع،

وأما أغلب تواليف المتقدمين منهم فقد اندرست أو جمدت، لكن جاء الشيخ مصطفى الحنبلي (أبو جنّة مصطفى القباني الحنبلي) واعتنى بخدمة تواليف المراحل المتقدمة لا سيما كتب القاضي أبي يعلى الحنبلي وزاد المسافر لغلام الخلال وبعض تواليف أبي بكر الخلال مثل الطبقات. 

وصارت دور النشر كفرسي رهان في تبني طباعة مثل هذه الكتب بداية من دار الصميعي ثم الأوراق الثقافية ثم المنهاج القويم ثم مركز الملك فيصل ثم أروقة ونهاية دار مسك.

ومع هذا فثم أعلاق حنبلية لم تر النور بعد أعجبها بقية مسائل حرب الكرماني وهي من أصول مكتبة الشيخ زهير الشاويش ويوجد منها مصورة في خزائن الجامعات بالمملكة العربية السعودية لا سيما جامعة الإمام محمد بن السعود؛ وتشمل على كتب فقهية كثيرة لم تطبع -نعم طبعت أجزاء بتحقيق بعض الفضلاء الفريان والسريع وغيرهما- هذا بجانب فقدان أغلب جامع الخلال وتفرقه أيدي سبا في المكتبات بل ما وصلني منه وحقق فتفرق دمه بين المكتبات ففي دار الصحابة بطنطا طبعت قطعة من القراءة عند القبور 

وفي مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب طبع قطعة الحث على التجارة 

وغيره وفي مكتبة الصحابة بالشارقة طبع قطعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 

وفي معارف الرياض طبعت أجزاء عديدة منها الترجل ومنها أحكام أهل الملل وغيره ومنها أجزاء مخطوطة لم تطبع بعد وكاد القاضي أن يستوعبه في تواليفه لا سيما التعليق الكبير.

وترى الشافعية لا يعولون إلا على تواليف الرملي وابن حجر الهيتمي والخطيب الشربيني وزكريا الأنصاري نعم وكتب الشيخين قبلهما الرافعي والنووي والتواليف التي قبل الشيخين مجمدة لا يجوز الفتوى منها إلا لمتبحر فغَمَرَت رياسة الرملي والهيتمي رياسة أبي حامد الإسفراييني والقفال وأبي الطيب الطبري وابن الصباغ والقاضي حسين والماوردي والجويني والغزالي وإليكا وعشرات الكتب المتقدمة التي لم تر النور بعد. 

ومع جهود دار منهاج جدة في خدمة تواليف الشافعية لكن بقيت الأمات مجمدة ونحمد الله على خروج التعليقة لأبي الطيب الطبري وكذلك التعليقة عن الإسفراييني. 

وترى الأحناف لا يعولون إلا على حاشية ابن عابدين وغيرها وبقيت أمات عديدة لم تر النور بعد نعم دار الرياحين الصاعدة لها جهود طيبة في خدمة أمات المذهب الحنفي حتى أنها أخرجت تواليف لم نرها من قبل -ولا حتى في النوم لا سيما التقريب للقدوري بل عشنا حتى رأينا كتاب الزيادات للشيباني مطبوعًا مفردًا.

ورأينا العديد من شروح الكتاب للقدوري لا سيما في دار المنهاج القويم بسوريا ولا يخفى عناية مكتبة الإرشاد باسطنبول بتواليف الأحناف وكذا دار اللباب.

وترى المالكية يعولون على متن الإمام خليل الجندي وشرحه للحطاب نعم انتبه الدكتور أحمد نجيب للكتب المجمدة فأخرها وقرت العيون برؤية الأمات 

ولا يخفى عناية موراني بكتب الأسمعة وأمات أصحاب مالك فأخرج ما ظفر به من موطأ ابن وهب في قطعتين وقطعة من موطأ مالك رواية ابن قاسم تعود إلى عهد سحنون وقد شاهدها العبدري في رحلته وأشاد بها.

وكذلك أخرج ما ظفر به من واضحة ابن حبيب والحج من العتبية وفي المغرب مختصر الواضحة ولم يطبع بعد وعليه معول جمع من المالكية 

ولا تزل أجزاء من العتبية في المكتبة الفرنسية بباريس تتوسل  المحققين لخدمتها وعليها تملك جزائري ومتاحة بموقعهم نعم ابن رشد شرحها في البيان والتحصيل وتضمن متنها لكن مع المقارنة وجدت اختلافات كثيرة بين نسخته وقطعة القيروان كما نص ملكوش 

والحمد لله أننا عشنا حتى رأينا الحج من مدونة أشهب المصري وبقيت أجزاء في القيروان لم تر النور. 

والله المستعان.

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022

«مختصر سنن الإمام أبي داود السجستاني» للإمام الحافظ عبد العظيم المنذري (ت656ه)

 «مختصر سنن الإمام أبي داود السجستاني» للإمام الحافظ عبد العظيم المنذري (ت656ه)

(أبو شذا النحال)

- مكانة كتاب «السنن» لأبي داود:

يعد كتاب «السنن»، لأبي داود السجستاني (ت275ه) رحمه الله، من كتب الإسلام بالموضع الذي خصه الله به، فهو كتاب شريف لم يصنف في علم الدين كتاب مثله، وقد رزق القبول من الناس كافة، فصار حكما بين فرق العلماء، وطبقات الفقهاء، على اختلاف مذاهبهم، وعليه معول أهل العراق، وأهل مصر، وبلاد المغرب، وكثير من مدن أقطار الأرض.

فإليه يتحاكم المنصفون، وبحكمه يرضى المحقون، وقد جمع شمل أحاديث الأحكام، ورتبها أحسن ترتيب، ونظمها أحسن نظام، مع انتقائها أحسن انتقاء، وطرح أحاديث المجروحين والضعفاء، حتى استحق أن يكون بالمنزلة الثالثة بين كتب السنة الستة.



- اهتمام العلماء ب«كتاب السنن» لأبي داود:

لقد أطنب العلماء في وصف «كتاب السنن»، والثناء عليه، وأكثروا النظر فيه وإليه، وتنافسوا في العناية به، وعلى هذا فقد تعددت مجالات الاهتمام به، والعناية بمحتواه؛ فمن العلماء من ألف في رجاله خاصة، ومنهم من سعى في إيضاح مخبآت معانيه، وشرح وجوه دلالاته، وكشف ما أغلق من أسانيده.

فكتب عليه الإمام أبو سليمان الخطابي «معالم السنن».

وشرع في شرحه أبو زكريا النووي؛ فكتب من أوله كراريس أودعها السراج ابن رسلان برمتها أول شرحه.

والعلاء مغلطاي شرع في شرح لم يكمله.

وكذا القاضي سعد الدين مسعود الحارثي الحنبلي، وما كمل أيضا.

والشهاب أبو محمود المقدسي الذي كتب منه مجلدا لطيفا.

والولي أحمد ابن العراقي؛ الذي شرع في شرحه والتعليق عليه، فكتب فيه سبعة مجلدات من أوله إلى (سجود السهو)، سوى قطعة من (الحج)، ومن (الصيام)، وقد أطال فيه النفس إلا أنه لم يكمله، ولم يهذبه، وهو من أوائل تصنيفاته.

والشهاب ابن رسلان، وأكمله.

والسراج ابن الملقن الذي شرح زوائده على «الصحيحين» في مجلدين، غير أنه لم يبذل فيه مزيد جهد.

وعمل عليه مستخرجات كل من: محمد بن عبد الملك بن أيمن الأندلسي، وأبي بكر أحمد بن علي ابن منجويه الأصبهاني الحافظ، وقاسم بن أصبغ القرطبي.

وأفرد رجاله أبو علي الغساني، وغيره.

الخميس، 21 أكتوبر 2021

وجود الضرب بنسخة المؤلِّف وغيابه عن نسخة بخط تلميذه

وجود الضرب بنسخة المؤلِّف، وغيابه عن نسخة بخط تلميذه 

أبو شذا محمود النحال

 

تُعَدُّ مسألة الضرب على الخط في المخطوطات القديمة من المسائل المهمة التَّي تتعلَّق بعِلم ضبط النصوص، والتي يجب أن تنال حظًّا من اهتمام المحقِّق المدقِّق؛ ذلك أن السهو عنها قد يُدخِل في نص المؤلِّف ما لم يُرِدْهُ؛ من أمرٍ تراجَعَ عنه، أو سَهَا به القلم.

ويُحدَّد المضروب عليه في المخطوط إما بطمسه بالقلم .. أو بطرق أخرى مدونة في تصانيف الأئمة.

وقد وقع هذا الصنيع في غير ما تأليف من تصانيف الأئمة، وقد طالعتُ عليها غير ما كتابٍ؛ لمعرفة حُكْم قراءةِ المضروبِ عليه، وقد ذَكَرَ حُكمَها بَعْضُ العلماء في مبحث (الكَشْط والمَحْو والضَّرْب).

 

حكم قراءة المضروب عليه:

يقول البدرُ الزَّرْكَشِيُّ في «النُّكَت على معرفة الأنواع» (3/ 1182) أن الحافظ اليَغْمُوريَّ نقل عن بعض العلماء: «قراءةُ السطر المضروب خِيانةٌ».

وهو ظاهر ما رواه أبو بكر الحافظ فِي «الجامع لأخلاق الراوي» (1/ 278) من جهة عبدِ الله بن المُعْتَزِّ أنه قال: «من قرأ سطرًا قد ضُرِبَ عليه من كتابٍ فقد خانَ؛ لأن الخطَّ يخزُن -أي: يمنع أو يُخبئ أو يُخفي-عنه ما تحته».

ونَقْلُ الزركشي في «نُكَتِه على التَّقيِّ أبي عَمْرو» عن اليَغْمُوريِّ غاية في الأهمية، وأحسب أن السخاوي الشمس فِي «فتح المغيث» (3/ 76) ما اهتدى إليه إلا بوساطة الزركشي؛ على ما بَيَّنْتُه في (فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للسخاوي فوائد وروافد) بـ «السوانح».

وهذا النَّقلُ لا يُوجد في الطبعة الأولى بـ «النُّكَت على ابن الصلاح» للبدر، لكنه مُثْبَت في الطبعة الثانية، وكلاهما من منشورات (مكتبة أضواء السلف) برياض نجد.

ومن مناهج المُستشرقِينَ في ضبط النص: إثباتُ المضروب عليه، وفي محاضرة بعنوان (مدخل إلى تحقيق المخطوطات) للدكتور بشار عوَّاد الدقيقة (1.15) تقريبًا، سأل د. أحمد الدُّبيَّان د. بشارًا عن منهج البعض في قراءة المضروبِ عليه؟

فلم يذكر جوابًا ...

 

* فوائد النظر في المضروب عليه:

مع ما سبق من أن قراءة المضروب خيانة إلا أن الرجوع إلى المسوَّدة، والنظر في المضروب عليه فيه فوائد، منها:

- التنبيهُ على الأوهام التي عَدَلَ عنها المُصنِّفُ.

-معرفة بعض الآراء التي تراجَعَ عنها.

وقد وُجِدَ هذا في كلام حافظ وقته الزين العراقي، وتلميذه الشهاب ابن حجر الحافظ؛ حيث نبَّهَا على بعض تراجُعات الذهبي الشمس فِي «الميزان».

وهذا ابن حجر الشهاب في «ذيل التِّبيان...» في تراجم الحُفَّاظ قد التقط الكثير من التراجم التي ذكرها الذهبي في مسوَّدة «تذكرة الحُفَّاظِ»، وهذه التراجم لا نقف عليها في المطبوع من «التذكرة».

والنظر في صَنِيع الذهبي بحذف هذه التراجم مما يَحْسُنُ.

وهذا التَّقي الفاسي صنع ترجمة للعلامة مُغْلَطاي تُعَدُّ من أحفل التراجم التي وقفت عليها للعلاء الحنفي، وقد التقط فوائد كثيرة من مسوَّدة العراقي الزين بـ «الذيل على العِبَر»، وهذه الفوائد لا نقف عليها بالمطبوع، ولا أعلم سبب عدول الحافظ عبد الرحيم عنها.

وهذه الظاهرة واضحة بـ «تهذيب التهذيب» للشهاب ابن حجر الحافظ، لا سيما النُّسَخ الخطية التي اعتمد عليها علماء الدولة الآصفية في تحقيق الكتاب، فثَمَّ مئات المواضع التي وهم فيها الحافظ ابن حجر، وكان متابعًا فيها العلاء مغلطاي وغيره، لكن الحافظ بعد تجدُّد النظر والبحث ظهر له وجه الصواب، فضرب عليها، وكان قد مَكَّن تلامذته من انتساخ نسخةً غير محرَّرة، وصارت الرُّكْبان بهذه النُّسَخ.

وهذا السخاوي الشمس في بعض تصانيفه يحكي أشياء عن الشهاب الحافظ بـ «تهذيب التهذيب»، ثم يقول: «قد رجع عنه شيخنا، حيث رأيته ضَرَبَ عليه بخطه الذي لا أرتاب فيه».

وهذا «تَهْذيب المزي للكمال في أسماء الرجال لشيخ وقته عبد الغني المقدسي»، أخذ عليه العلاء مُغْلَطاي مآخِذ عديدة، لا سيما في النُّسخة التي كتبها ابن المهندس، فدافع عنه ابن حجر بأنه وجد المزِّي ضرب عليها في النسخة التي بخطه.

ففي «تهذيب الكمال» يقول المزي: «إسماعيلُ بن إبراهيم الكرابيسيُّ، روى عنه بكرُ بن أحمد بن مُقبِل الحافظ البصريُّ».

فتعقَّبه مغلطاي قائلًا: «فيه نظر؛ لأن ابنَ قانع وغيرَهُ ذكروا أن بَكْرًا هذا تُوفِّي سنة أربع وثلاثمِائَة، وإسماعيلُ حكى المِزِّيُّ وفاتَه سَنةَ أربع وتسعين ومِائَةٍ، فعلى هذا تبعدُ روايتُهُ عنهُ مُشافهةً».

فكَتَبَ الشهاب ابن حجر الحافظ حاشيةً بخطه على أصل مغلطاي بـ «إكمال تهذيب المزي»: «قد رجع المزي عن ذلك قديمًا، وضرب عليه في أصله، وبَيَّنَ أن رواية بكر عنه بواسطة».

ومما يحسن الإشارة إليه أن الأجزاء التي بخط المزي وتشتمل على هذه الترجمة لم تُعتمد في المطبوع، والوهم مثبت فيها.

 فثبت من هذا أن الضرب على الوهم رفع الحرج عن المؤلف، ولو لم يتنبَّه اللاحق للضرب لأثبت للمؤلف ما ليس من رأيه.